تنفسنا رغم الخطر المحدق الصعداء .بينما نتابع ضربات إيرانية موجعة هزت الكيان الصهيوني .صحيح أنها لاتقارن بتلك الضربات الأكثر وجعا التي ألحقها العدو بطهران؛ إلا أنها أول الغيث الذى يبشرنا بإمكانية النيل منه فقط لو توفرت الإرادة والقوة والرغبة الصادقة في التصدي له ودحره ..
ندرك أن ضربات العدو كانت أكثر وجعا بعدما إستهدف فى هجومه الأول مراكز نووية إيرانية ومنشآت تطوير الأسلحة ومخازن وقود ومنشآت طاقة فضلا عن مقتل تسعة من أبرز علماء وخبراء البرنامج النووي إضافة لمقتل سبعة من الحرس الثورى الإيراني ..
الهجمة القاسية ألجمت الجميع بعدما بدا أن الدفاع الإيرانى لم يكن على المستوى المتوقع والمأمول وأن الإختراق الإسرائيلي أكبر بكثير مما كان مقدرا محسوبا ..
لكن لم يمض وقت طويل حتى باغتت طهران العدو بضربة موجعة إستهدفت مركزا هاما في مدينة ببات يام جنوب تل أبيب بهجمات صاروخية أدت لمقتل ستة أفراد وإصابة مائتين؛ وأحدثت تدميرا في عدد من المباني ومنشٱت الطاقة وخطوط الأنابيب وخطوط النقل .
لاتزال الحرب في بدايتها؛ موازين القوى بالطبع تميل للكيان لكنه لن يخرج منها بأى الأحوال كما بدأها .وستتوالى خسائره تباعا . ويزيدها رعبا دوى صفارات إنذار لاتتوقف ..ندرك أنها تشكل فزعا كبيرا لايتحمله صهاينة يدركون رغم مظاهر الإنكار أنهم غرباء عن الأرض لاحق لهم فيها؛ وأنها ستعود حتما لأصحابها الحقيقيين ولو بعد حين .
بات واضحا أن نغمات السلام الزائفة لم تعد تؤت سحرها حتى على تلك العقول الغافلة التي طربت لها غير عابئة بعضا من الوقت غير مدركة أنها مجرد عملية تخدير مؤقتة حتى يصل العدو لمخططه الدنئ من النيل للفرات كما يرسم لوطنه المزعوم ..
هي معركة وجود لا لبس فيها .. لم تبدأ بهجوم السابع من أكتوبر ولن تنتهى بالهجوم على إيران . هى معركة ممتدة عبر عقود يتجلى فيها في كل جولة مدى إجرام الدولة اللقيطة ووحشيتها وهمجيتها وضربها بكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية عرض الحائط ..
وأمام كل جرائمها الوحشية ترفع دوما شعار الدفاع عن النفس .. بينما تشيطن الآخر وكأن لاحق له في رفع نفس الشعار . . فالكل في عرفها يهددها بالخطر؛ بينما الكل يراها أنها مصدر لكل خطر ودمار وإجرام ..
كان طبيعيا أن نتلقف ضربة إيران التي إستهدفت تل أبيب بقدر من الراحة لم تصل بالطبع للفرحة توجسا لما هو آت؛ فالمعركة لم تنته بعد . ودورنا الحقيقى فيها لم يبدأ أيضا بعد..
لكننا تقنا للحظة إنتصار ولو مؤقت؛ أو بمعنى أدق لشعور بخسارة يتكبدها العدو ولو مؤقتا وإن كان محدودا . تقنا لبريق أمل نكسر به عجزنا ونحيي به عزائمنا لندرك أن هزيمة العدو ممكنة وأنها لن تتم إلا على أيدينا وأن مواجهته أمر لامفر منه ولامهرب وأن معركتنا معه قادمة شئنا أم أبينا فماذا نحن فاعلون ؟؟..
لسنا ضعفاء مادمنا نمتلك الحق فقط علينا تعزيز مواطن قدرتنا ..نخوض معركتنا على أنها معركة وجود نكون فيها أو لانكون . وبالطبع سنكون .بحكم التاريخ والجغرافيا وبحكم الصلابة والإرادة وملايين العاشقين لتراب هذا الوطن حتى وإن توارى عشقهم إثر قيود الغلاء والفساد ووأد الحريات .. ستزول جميعا أمام اول ضربة لناقوس خطر داهم محدق ليكشف عن معدن شعب أصيل لايتردد أهله في تقديم أرواحهم طواعية ليحيا الوطن .. سيحيا الوطن فينا وبنا لو أردنا ؛ وحتما سنريد فتلك طبيعة كل أصيل .
-----------------------------------
بقلم: هالة فؤاد